الخروج الآمن.. «عشم إبليس

**نجم اللبان** الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 12:47 am

بعد صمت مثير طال بعض الشىء وظل ضاغطاً على أعصاب ملايين أحالت يوم «26 يوليو» تعبير «الرفض» -لفاشية جماعة اختارت لغة الدم وسيلة للتعبير عن أطماعها- إلى كائن حى ينبض بالحياة بعد أن استجابت لنداء الفريق السيسى ونزلت إلى ميادين مصر تعلن تفويض مؤسستيها «العسكرية والأمنية» فى مواجهة الإرهاب والعنف، جاء رد المؤسستين «الرئاسة ومجلس الوزراء» رافضاً كل محاولات التدخل الخارجى والأجنبى فى أخص شئون الوطن، وهى المحاولات التى قوبلت من جانب الملايين بحالة من الاندهاش والغضب فيما استسلم البعض لحالات من الإحباط!

بداية لا أعفى أياً من المؤسستين «الرئاسة ومجلس الوزراء» من تلك «المهزلة» -التى وإن كانت استغرقت أياماً قصيرة فى عمر الزمن إلا أنها كانت «دهوراً» طويلة فى عمر الكرامة الوطنية- التى أحالت الوطن إلى ما يشبه سينما «ميامى»، مفتوحاً أمام كل من يمسك بيده تذكرة للدخول ليطأ بقدمه على الأرض والأخرى على عنق الوطن!

وعلى الرغم من محاولة المؤسستين إكساب بيانهما للرأى العام نوعاً من «الحكمة» لتبرير قبولهما التدخل من جانب الأصدقاء والأشقاء، إذ خرجت مؤسسة الرئاسة يوم الأربعاء الماضى لتزف إلى المواطنين نبأ «انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية التى بدأت منذ أكثر من عشرة أيام لحل الأزمة الحالية.. إذ لم تحقق تلك الجهود النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذى وفرته الحكومة لتيسير الوصول إلى شارع مصرى مستقر وآمن» هكذا كانت مفردات البيان!

على صعيد مجلس الوزراء فقد اختار رئيسه زاوية جديدة لإكساب صمته -الذى دام طويلاً- تبريراً إضافياً، إذ قال رئيسه «إن فض اعتصامى رابعة والنهضة قرار نهائى لا رجعة فيه، ولكن كان هناك تأجيل لحرمة شهر رمضان والعشر الأواخر منه»!!.. علامات التعجب من عندى.

حتى كتابة هذه السطور -ظهيرة الأمس السبت- لم تكن عملية فض الاعتصامين قد جرت، وإن كنت أتمنى أن يكون بالفعل «صبر الحكومة قد نفد فى تحمل أعمال العنف والبلطجة بميدانى رابعة والنهضة» وهو ذات التعبير الذى حذر به معتصمى رابعة وقت إصدار بيانه من أن صبر الحكومة «أوشك على النفاد» ولا أدرى إلى أى مدى يتسع صبر حكومتنا أكثر من ذلك؟ وأن يكون هدم «معبدى الإرهاب» فى رابعة والنهضة اللذين انتحلا صفة الاعتصام السلمى، قد تم بأسلوب أمنى احترافى إن لم يكن قد أنتج المزيد من إسالة الدماء، فعلى الأقل كان فى أضيق الحدود!

ملاحظتان أثارتا -ولا تزالان- دهشة المواطنين؛ الأولى تلك الحالة من الاستسلام التى تمسكت بها أجهزة الأمن على مدى الفترة الماضية وهى ترصد على مدى أكثر من شهر أن فى كل ساعة تمر كان «معسكرا رابعة والنهضة» يكتسبان أرضاً جديدة، وصفات نوعية تحيلهما إلى ترسانة من الأسلحة «عربات محملة بالرمل وشكائره.. إطارات كاوتشوك، أسلحة تتنوع ما بين الخفيفة والثقيلة، وصواريخ وآر بى جى» استعداداً لساعة الصفر اللهم إذا كان الأمن قد اعتقد أن هذه المعدات هى مجرد ألعاب نارية «Fire works» احتفالاً لمقدم الشهر الكريم وعيد الفطر.. أما الملاحظة الثانية هى تغييب رموز الحكومة إلى درجة دفعت نائب رئيس الوزراء إلى الاعتراف بعدم علمه بها.

على كل حال فإن إصرار مؤسستى الرئاسة والوزراء على إنهاء «مهزلة رابعة والنهضة» -وأرجو أن يكون بالفعل قد تمت ترجمته على أرض الواقع- قد أنهى بالفعل محاولات البعض لإجبارنا فى كل مرة أن نضع «نكتة» -وليست نقطة- ونبدأ من أول السطر.. فالخروج الآمن «لأثرياء الدم» من قيادات جماعة الإرهاب قد أصبح سراباً يترجم بحق التعبير الشعبى الشهير «عشم إبليس»!!