هوية إيه يا مولانا؟!

هوية إيه يا مولانا؟!
يتنازعنى اهتمامان.. الأول يتعلق بتصريحات حزب النور عن لجنة الخمسين.. الثانى يتعلق بالمؤتمر الصحفى لوزير الأوقاف، حول خطباء المساجد.. بشكل شخصى أجدنى مهموماً بمن يعتلى المنابر.. مؤهلاته، وفكره، وسماحته أو تشدده.. كتبت من قبل مقالاً عنوانه «منابر الفتنة».. اهتم القراء بهذه القضية جداً.. وزير الأوقاف أثبت أنه مهموم أكثر.. اتخذ الإجراءات دون أن يتكلم!

قضية كتابة الدستور لا يُخشى عليها بعد التشكيل الأخير.. هناك قامات كبرى.. هناك أيضاً شكل رجال دولة.. لا توجد كفة غالبة.. مشاركة حزب النور مهمة.. غيابه لا يؤثر.. تهديداته لا قيمة لها.. حزب النور لا ينبغى أن يلعب لعبة الإخوان.. لا أحد يهددنا أبداً.. بالمناسبة ليس هو القيّم على الهوية.. مصر حافظت على هويتها العربية والإسلامية.. بينما كان حزب النور والعدم سواء!

لا أفهم معنى تصريحات بلهاء تقول: كل الخيارات مطروحة حال المساس بمواد الهوية؟.. هوية إيه يا مولانا؟.. من قال إن حزب النور هو القيّم على هوية مصر؟.. من أنتم أصلاً؟.. متى كانت هذه الوطنية؟.. متى كنتم وحلفاؤكم أخوف على مصر من غيركم؟.. كل أعضاء اللجنة أخوف على هوية مصر منكم.. ثم خيارات إيه اللى بتتكلم عنها؟.. بتهددنا بالانسحاب؟.. يا ريت تنسحب من الآن؟!

كانت مصر قبل أن تكونوا.. عرفت مصر الدساتير المحترمة قبل أن يكون لكم وجود.. هل مصر صاحبة السبعة آلاف عام، تولد اليوم بعد الثورة؟.. يا أخى عيب عليكم.. أى قرار مناسب سوف تتخذونه؟.. من قال إن هناك من يريد العبث بالهوية أصلاً؟.. هوية إيه يابو هوية؟.. عاوز تمشى عدل ولا لأ؟.. هل أنتم الأمناء على البلاد؟.. هل أنتم من تحافظون على الهوية، لأن مصر كانت كافرة؟!

لا أريد أن أتمثّل بتشبيه، يتداوله الشباب عن حزب النور.. يقولون: حزب النور بيفكرنا بحسين فهمى فى فيلم العار.. لا هو عاوز ينزل البحر «عشان سقعان».. ولا هو عاوز يبيع المخدرات «عشان خايف».. لكنه عاوز حقه فى المكسب بعد بيع البضاعة.. المعنى أنه لم يشارك فى الثورة، وكفّر الخارجين على الحاكم، ويريد حقه فى السلطة.. عاوز يعيش الدور.. أليست الثورة «حراما شرعاً»(؟!).

لم أعد خائفاً على لجنة كتابة الدستور.. سنكتب الدستور الذى يليق بمصر بعد ثورة.. الآن أخاف على مساجد مصر.. أخاف عليها من المتطرفين.. معظمهم من بتوع الهوية.. كأن المصلين كفار.. «منابر الفتنة» هى مبعث الخوف الآن.. من أجل ذلك دعوت وزير الأوقاف أن يجد حلاً.. بالأمس تم استبعاد ألف واعظ فى الصعيد.. لا يعرفون أى شىء.. اعتلوا المنابر فى غفلة من الزمن فجأة!

لا حزب النور هو المتعهد الرسمى للهوية، ولا ينبغى له أبداً.. عرفنا الدساتير قبل أن تكون نطفة فى علم الغيب.. الأزهر موجود قبل النور وبعده.. المؤسسة الدينية، كما نعرفها، هى الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء.. من أنتم يا بتوع الهوية؟.. لا تعلّمونا الهوية، ولا الوطنية، ولا حتى الوعظ فى المساجد.. شكر الله سعيكم(!).