دعاء.. يارب الطف بالأمة

ثورة مطلوبة.. تحرير النفوس [/color]
[color=#33cc33]العرب قبل أن يكونوا بحاجة إلى ثورات سياسية هم بأمس الحاجة إلى ثورة فكرية وثقافية وإلا فإن أى ثورة سياسية سوف تنتج نفس الأنظمة السابقة ولكن بأشكال وتسميات مختلفة فقط لا غير، وبالتالى سيكون الانتقال من سيئ إلى أسوأ ما دمنا محكومين بنفس العقول المغلقة التى لا تفهم الآخر إلا من منظور الخصومة أو التبعية، وما دام أول سلاح نفكر فى استخدامه حين نتعرض للنقد هو تخوين الآخر أو تكفيره أو رميه بسائر التهم من الماسونية إلى الصهيونية إلى العمالة للغرب إلى العداء للدين، العقل العربى بحاجة قبل كل شىء لأن يثور على نفسه، على العادات والتقاليد البالية، على الأفكار المعلبة الجاهزة، على كل ما يعوق انطلاق الفكر وتحرره، عندها فقط حين ينتصر التنوير العقلى وتصبح الحريات الشخصية وحرية الإبداع والتعبير وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والمواطنة وغيرها من المفاهيم ثقافة شعبية يتبناها المجتمع ابتداء من نخبه وانتهاء بأصغر مواطن، عندها فقط يغدو التغيير السياسى ذا مغزى، كونه سيعنى حينها انتصار هذه القيم، عوضاً عن أن يكون مجرد صراع على السلطة بين مستبدين يتلاقون على إلغاء الآخر وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة ويختلفون فقط على ماهية هذه الحقيقة دون أن يختلفا عن بعضهما البعض فى شيء من استبدادهم الفكرى وجمودهم العقائدى.

على من يريد أن يحرر وطنه أن يحرر نفسه أولاً، أن يحررها من أحقاد الماضى، من الفكر الأحادى الذى يرى كل أمور الدنيا إما بياضاً أو سواداً، من الحقد وما يولده من رغبة فى استخدام العنف المادى والمعنوى، والأهم من كل الخرافات التى تستعبد العقل والروح، لا يحرر الوطن ويعمره إلا بشر أحرار طلقوا كل أنواع الأغلال التى تكبل الفكر والخيال، والقول والعمل، أما العبيد فكل ما قد ينتج عن ثورتهم لا يتعدى تغيير شكل الزنزانة التى يقبعون فيها أو وجه السجان الذى يقوم على استعبادهم واستغلالهم.
ياربْ الطفْ بالشعبِ وبالأمة، واكشـــــفْ عن مـــصرَ الغمــــــهْ.. واحقنْ دمـــــاءَ بنى وطــنى، وأزلْ عنهـــمْ تـــلكَ النقـــــــمـة.. وأجمـــعْ على الحقِ كلمتهم ْ، وابــــعدْ عنهــمْ شــرَ الفتنــهْ.. واهد جماعة ً قد جهــــلوا، وأعد إلى عقــولهـــــمْ الفــــطنــة.. وانصرْ جيش مصر وقادتـه ِ ليقضوا على الإرهابــيينَ الظـــلمة.. وهل ثارتْ مصرُ بمعظمهــاَ، إلا لتعـيدَ العـدلَ الكاملَ والبـهجـة.. وخرجت الملايين مفوضــة ً الجيشَ ليقيل مصــرَ مـــن العـثـرة.. فوضع للطريق خـــــارطــة لتصلح ما أفـــسدتهُ تلــك الحقــبة.. لكن تلك الثورة لم تعجــــبْ فحاول الغرب تشــويه الفــرحـــة.. فرأينا ميادين قـد احتلـــــت، ورأينا القـــتل والتعذيبَ بلا رحمـة.. ومتاريس لحرب قد نصبـتْ فيا عجبًا على فكــر هؤلاء القـتلة.. يا من استخدمتم الأطفــــالَ دروعا وتواريتم ْخلــف النـــســوة.. فكوا اعتصاما للرشد عودوا وأفيقوا فـــما زلــتم فــى سـكرة.